الثقة بالنفس السمة الأبرز للأشخاص الناجحين
أن تكون واثقاً من نفسك فهذا يعني أنك تقبل التحدي وتصر على النجاح، وحينما تؤمن بقدرتك على تخطي جميع المشاكل والصعوبات فلن يثنيك شيء عن تحقيق هدفك، وإذا كنت لا تخشى المجهول لوثوقك من إمكاناتك فإن تغييرك لأمور أصبحت جزءاً من حياتك سيكون سهلاً طالما أنه يصب في مصلحتك، ومن هنا تأتي أهمية الثقة بالنفس لكونها سبباً رئيساً في النجاح والتغيير والتعامل مع المستجدات والصعوبات، وهذا ما تؤكده الحكمة القائلة (إن من يحققون شيئاً، يفعلون ذلك لإيمانهم بالقدرة على تحقيقه).
حقيقة الثقة بالنفس
كثير من الناس لا يفرقون بين الثقة بالنفس والإيمان بقدراتها وبين الغرور والكبر، مع أن الفرق شاسع بينهما كالفرق بين الشمس والنار، فكلاهما يضيء إلا أن النار تحرق الأشياء والشمس تمنحها الوجود.
يقول الدكتور أكرم رضا في تعريف الثقة بالنفس (هي إيمان الإنسان بأهدافه وقراراته وبقدراته وإمكاناته، أي الإيمان بذاته) ولا شك أن هذا بعيد كل البعد عن الغرور الذي هو عبارة عن الإعجاب بالنفس واستصغار الآخرين.
أنواع الثقة بالنفس
حسب الدراسات العلمية فإن الثقة بالنفس لا تمثل حالة واحدة بل تتنوع إلى حالات عدة:
أ – الثقة المطلقة: بعض الناس يملكون ثقة مطلقة بأنفسهم تجعلهم يقتحمون جميع المجالات ويتحدون جميع الصعوبات غير آبهين بما يعترضهم، وهؤلاء لا يمثلون سوى نسبة ضئيلة بين الناس وغالبا ما تجدهم أشخاصا غير تقليديين، ولعل ثقة العبقري بيل غيتس كانت من هذا النوع حينما ابتكر نظام المايكروسفت وهو في سن المراهقة حتى قال عن نفسه (أستطيع أن أفعل أي شيء أضع كل تفكيري فيه).
ب – الثقة المتعلقة بأمور معينة: هناك من يشعر بالثقة في أمور محددة مثل الكتابة أو الرياضة أو الإدارة لكنها غير معممة عنده على جميع أمور الحياة وهذا قد يكون ناجماً عن ممارسته الطويلة لتلك الأمور أو معلوماته الواسعة عنها.
ج – الثقة المتأرجحة: يشعر البعض بالثقة في أوقات ويفتقدها في أوقات أخرى، فالثقة عنده غير متأصلة بل تابعة للحالة النفسية والمزاجية، والنوعان الأخيران يحتاجان لمزيد من الممارسة والتدريب لرفع مستوى الثقة لديهما.
آثار انعدام الثقة
لا بد وأنك تعرفت على أناس عديمي الثقة بأنفسهم سواء من أقاربك أو من أصحابك أو من دائرة عملك، ولا بد وأنك أيضاً لاحظت عليهم حالة من الارتباك عند كل مشكلة أو صعوبة، أو عند الإقدام على أمر جديد بالنسبة لهم. فما هي الآثار التي تلازم انعدام الثقة بالنفس؟
1- الشعور بأن الآخرين يلاحظون ضعفك وينظرون إليك نظرة انتقاص وشك.
2- الارتباك عند القيام بأي فعل أو في بعض الأفعال نتيجة ذلك الشعور، وربما القيام بأخطاء أخرى نتيجة ذلك الارتباك.
3- الخجل من النفس ومن تصرفاتها، وهذه نتيجة لجميع ما ذكرناه، وهي بلا شك نتيجة قاتلة تجعل صاحبها منعزلاً عن جميع الناس إلا فئة معينة اعتاد عليها.
حدد المشكلة
حتى تبدأ بمساعدة نفسك أو من تحب في الخروج من دائرة انعدام الثقة فلا بد في البداية أن تحدد مصدر المشكلة وما هي الأسباب التي كانت وراء فقدانك الثقة بنفسك؟
وسنذكر هنا بعض الأسباب التي ربما تكون وراء ذلك:
1) الوراثة: بعض الصفات يكتسبها المرء عن طريق الوراثة وهذا ما أثبته العلماء.
2) التربية: يخطئ بعض الآباء فيوبخون أبناءهم على كل فعل، وعند كل مشكلة، حتى أمام الناس، مما يحدث ارتباكاً عند الأطفال فتنعدم ثقتهم بأنفسهم، ويكبر هذا الشعور معهم.
3) الأحداث: من الممكن أن يكون الإنسان قد مرّ بحادثة معينة وهو صغير كمواجهته موقف محرج أمام الطلبة والمدرسين، أو تعرض للاستهزاء بقدراته من قبل الآخرين مما جعله يفقد الثقة بنفسه.
4) البيئة: يواجه البعض التأنيب الدائم والتثبيط ممن حوله وربما الاستصغار والاستهزاء مما يجعله يستسلم لهذا التثبيط وينعدم إيمانه بقدراته.
اكتشف مدى ثقتك بنفسك
الهدف: أن تتعرف على مدى ثقتك بنفسك وأن تحاول منحها المزيد من الثقة
التعليمات: بعد قراءة الأسئلة جيدا أعط نفسك
3 = دائماً 2 = أحياناً 1 = أبداً
م الموضـــوع دائما أحيانا أبدا
1 لي القدرة على مقاومة المشاكل التي تعترضني
2 أحمل معتقدات إيجابية حول نفسي
3 لدي القدرة على التوافق مع البيئة الاجتماعية التي أعيش بها
4 لي محاولات دائبة لرفع شأني
5 لا أتخوف من مواجهة المواقف الاجتماعية أيا كان نوعها
6 أندفع للانضمام إلى الجماعات من مختلف الأعمار والأجناس
7 لا أشكو من مظاهر تتعلق بنموي الجسمي والاجتماعي
8 لدي القدرة على ضبط انفعالاتي
9 لا أخاف من المجهول
10 أحمل مشاعر إيجابية نحو البيئة التي أعيش بها
11 لا أتردد في التعبير عما يدور بداخلي
12 أمارس نشاطي الحركي والفكري بشكل مستقل
13 أتقبل الانتقاد بصدر رحب
14 أعترف بخطئي بثقة عالية وبدون تطرف
15 لا أتردد في اتخاذ القرار ولا أتراجع عنه
16 لا أتلعثم عند الكلام
17 أمشي رافعا رأسي وصدري إلى الأعلى
18 لي القدرة على إلقاء الخطب والتحدث أمام الآخرين
اجمع علاماتك للأسئلة المذكورة، إذا كان المجموع بين 45 – 54 فهذا يعني أن ثقتك بنفسك عالية، وإذا كانت بين 36 – 44 فمعناه أن ثقتك بنفسك لا بأس بها، وإذا كان مجموعك بين 26 – 35 فهذا يعني أنك بحاجة إلى المزيد من الثقة بالنفس، أما إن كان مجموعك أقل من 25 نقطة فمعناه أنك بحاجة ماسة إلى استعادة ثقتك بنفسك والتي تعتبر ضعيفة جداً وذلك عبر التدريب والممارسة.
الثقة بالنفس (2)
السمة الأبرز للأشخاص الناجحين
(نحتاج إلى التعرف على القوة الهائلة التي تكمن بداخلنا والتي لا يمكننا استخدامها طالما أننا نشعر بكوننا ضحايا) الدكتور/ رودلف ديكرز
يمكنك أن تكون واثقاً
الثقة صفة مكتسبة يستطيع أي إنسان أن يحصل عليها طالما أنه يحاول ذلك، فليس هناك من أحد تولد معه الثقة حين يولد، إنما يكتسبها ويعتادها ولا تزال تنمو معه وتتطور حتى تصبح طبعاً وعادة وسلوكا، وكل أولئك الذي تراهم مليئين بالثقة ولا تهزهم الأحداث لم يولدوا كذلك بل ساروا على هذا الدرب حتى بلغوا ما بلغوه.
يراك الناس حسب تقييمك أنت
لا شك أن ما تشعر به تجاه نفسك يكون له أثر عميق في تقييم الناس لك ونظرتهم إليك، فإذا كنت بداخلك لا تشعر بالثقة وكانت تصرفاتك توحي بذلك الشعور فلا تتوقع من الناس أن ينظروا إليك نظرة الواثق، واعلم أن ثقتك تبدأ من داخلك.
العوامل المساعدة لبناء الثقة بالنفس
1) المعرفة:
كلما توسعت دائرة المعرفة قل الخوف وتلاشى القلق، فالإنسان يتسلح بالعلم والمعرفة والاطلاع لمواجهة الصعوبات والمستجدات.
2) الممارسة:
استشعر الثقة في كل عمل تقوم به، حتى وإن كان في نظرك لا يحتاج إلى ذلك أو كنت تمارسه بسهولة، فشعورك الدائم بالثقة وممارستك لها يجعل منها عادة وطبعاً متأصلاً لديك.
3) لا تنظر إلى الوراء:
تذكر أنه من الطبيعي أن يخطأ الإنسان ولو لأكثر من مرة في مجال واحد، وكل من يعمل لا بد أن يخطأ، فإذا ارتكبت بعض الأخطاء قم بتجاهلها وكأنها لم ترتكب، أو انظر إليها على أنها أمر طبيعي، ولا تجعل منها عائقا ولا عقبة تحول دون تقدمك ومتابعتك، وتذكر قول نيلز بور (الخبير هو من ارتكب كل الأخطاء الممكنة ضمن مجال واحد)
4) لا تلم نفسك:
الأشخاص الناجحون هم أبعد الناس عن لوم أنفسهم عندما تحدث معهم بعض الأخطاء، لأن اللوم طريق الإحباط واليأس.
(إن الخطأ لا قيمة له ما لم تداوم على تذكره) كونفو شيوس
5) لا تظهر ضعفك أمام الناس:
تصرف كما لو كنت أكثر ثقة مما أنت عليه في الواقع، ولا تجعل الناس يشعرون بما تعانيه من الاضطراب والقلق حتى لا ينظروا إليك على أنك ضعيف، كما أن تظاهرك بالثقة سيمنحك فرصة لأن تصبح جزءا من شخصيتك.
6) صاحب الواثقين:
من الثابت أن الإنسان يتأثر بالبيئة المحيطة به، وكما ذكرنا في المقال السابق بأن البيئة أو الأصحاب قد يكونان سبب فقدان الشخص للثقة، فكذلك من أراد أن يبني ويرفع من ثقته فعليه بأن يحيط نفسه بمجموعة تؤمن بذلك وتساعده على بناء ثقته.
7) جرب الطريق الأصعب:
إذا تعودت دائما على سلوك الطريق الأسهل فماذا ستفعل حين تواجهك الصعوبات؟ لذلك فمن الأفضل أن تجرب بعض المصاعب حتى وإن لم تكن مضطرا لذلك لتكسر الحاجز بينك وبينها، وحتى لا تحجز نفسك ضمن دائرة ضيقة.
احذر المخالفات:
لا شك أن المخالف أو المخطئ يخاف من خطئه ومخالفته، فإذا ارتكبت مخالفة مرورية وتجاوزت الإشارة الحمراء وصادفك شرطي عندها فإنك ستبدأ بالقلق والخوف، وكذلك في كل شأن من شؤون الحياة، فالواثق لا يخشى من أي جريمة أو جريرة تطارده، واتبع قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إياك وما يعتذر منه ).
هذه بعض العوامل المساعدة لبناء الثقة
--- للأعلى ---